يتضمن كتاب نداء الحق أربعة عشر محورا وخاتمة؛ حيث يأتي المحور الأول عن ما يتعلق بالإيمان بالله وتصريفه الخلق. ويأتي المحور الثاني عما يتعلق بتعظيم كتاب الله وتوقير العلم. أما المحور الثالث فيتمحور حول ما يتعلق بحسن أداء العبادات المشروعة. والمحور الرابع في طلب العلم ونشره. ويأتي المحور الخامس في العلاقات الاجتماعية وبناء الأسرة الصالحة. والمحور السادس فيما يتعلق بالعقل. والمحور السابع: في السكوت عن المنكرات. والمحور الثامن: فيما يتعلق بالأموال. ويتحدث المحور التاسع: عن ما يتعلق باللباس. والعاشر عن التقاليد . والحادي عشر عن البيان ويتمحور المحور الثاني عشر عن الأخلاق. ويتحدث المحور الثالث عشر عن ما يتعلق بتربية الأولاد . أما المحور الرابع عشر والأخير فيتعلق بالتوبة والوصية. ثم الخاتمة التي تأتي في تحصيل ما ذُكر في المحاور جميعها. وجاء في مقدمة الكتاب: فإن العادات عندما تسري في حياة الناس يتغلغل أثرها في نفوسهم حتى تصبح كأنما جبلت عليها، فيصعب اقتلاعها منها كما يصعب اقتلاع الأطواد الشم الرواسخ من الأرض، ولهذا يلقى المصلحون عنتا شديدا عندما يواجهون في مشروعهم الإصلاحي عادات متحكمة تنجذب إليها النفوس وتتفاعل معها الرغبات، وكم من عادة تتفشى في الناس فتمتد من مجتمع إلى مجتمع من غير أن تستنكف منها النفوس أو يعترضها معارضون. ومن العجيب سريان هذه العادات في الخاصة والعامة، وبين أولي العلم والجهلة، فلا تلقى استنكارا ولا تجد تحديا، وهذا إنما يعود إلى قابلية النفوس لتلقي كل جديد يستهويها، إما لما تجد فيه من التخلص من المسؤولية وتبعاتها، وإما لما تتصور فيه من راحة بسبب بعدها عن الالتزام . وما من ريب أن دأب النفوس الميل إلى الأدنى والانجذاب نحو الأسوأ، والتأفف من التكاليف التي تراها شاقة عليها ومقيدة لحريتها. ودأب النفوس السوء من حيث طبعها إذا لم يصنها للبصائر نور ولا يخفى أن الهدم أيسر من البناء، والتدمير أهون من التعمير، فكم يستوجب البناء والتعمير من تخطيط وإتقان واحتراس، ولا يتصور أن يتيسرا بعشوائية وتخبط، بخلاف النقض والتدمير، فإنهما لا يحتاجان إلى تخطيط ولا إلى إتقان، وهكذا كل فساد يسري في نفوس الناس، وفي أخلاقهم وعملهم بسرعة مذهلة، فينتقل من بيئة إلى أخرى، ومن مجتمع إلى غيره بغير عناء ومشقة، بخلاف الإصلاح؛ لأنه يتوقف أولا على الاستبصار من قبل القائم به وإلى تبصيره لمن يدعوهم إليه، كما يتوقف النجاح فيه على تحلي الداعية إليه بالصبر والأناة والحكمة، وبالنظر إلى المدعوين إليه وأحوالهم واستعدادهم النفسي والذهني لتقبله، وهذا يعني أنهم بحاجة إلى أن يُعَرَّفُوا بقيمة الإصلاح ونفعه والضرورة إليه وأثره الشخصي والاجتماعي، ويُـبَيـَّنَ لهم بهذا ما ينجم عن الإفساد من الضرر الخاص والعام. وكم نرى من بين أيدينا ومن خلفنا وعن أيماننا وعن شمائلنا من عادات تنتشر بين الناس؛ لعلها تبدأ بين الجهلة السذج ولكن لا تلبث أن تشمل الذين يعدون من بين أهل العلم، ويعتمد عليهم في تبصير الناس بأمور دينهم، وهذا إنما يعود إما إلى ما ذكرته من انجذاب النفوس نحو تلك العادات لسبب أو لآخر، وإما أن يكون راجعا إلى الغفلة عن حواجز الشرع التي تمنع من الاندفاع نحوها. وبسبب ما نراه من هذه العادات وانتشارها وتقبل الناس لها وغفلتهم عما يتبعها من آثارها رأيت من الضرورة التنبيه عليها قياما بالحق الذي فرضه الله تعالى علينا فيما أخذه منا من عهد وميثاق، وإن كان ما نقوم به لا يعدو أن يكون تنبيها بالأقل على الأكثر إذ استقصاء هذه العادات يحتاج إلى جهد كبير وفراغ واسع، لذلك رأيت أن أكتفي بذكر نماذج وصور منها، وأكل استكشاف أكثرها وتتبع وجوهها إلى الذين هم أكثر فراغا وأوسع اقتدارا وأيسر فُرَصَا، لعل الله يحقق على أيديهم ما لم يتحقق على يدي، فتطلع على أيديهم شمس الصحوة التي تبخر بوهجها ما يختلف مع شرع الله تعالى من عادات الناس، وقد رجوت – بما أقدمه هنا من جهد المقل – أن أكون بفضل الله ومنته من الذين استثناهم الله سبحانه من الخسر، وهم الذين آمنوا وعملوا الصالحات وتواصوا بالحق وتواصوا بالصبر، والله المستعان.”
يجب تسجيل الدخول او الاشتراك للتتمكن من تحميل الكتاب بالاضافة إلى ميزات اخرى مفيدة للقارئ مع العلم أن الاشتراك مجاني
بدر الدين أحمد بن حمد بن سليمان الخليلي
أحمد بن حمد بن سليمان الخليلي، مفتي عام سلطنة عمان، الشيخ الخليلي هو من أعيان ولاية بهلا بمحافظة الداخلية بسلطنة عُمان عرف بصلاح الأصل وكان جده قاضياً، من مواليد زنجبار في 27 يوليو 1942م، حيث كانت زنجبار آنذاك جزءًا من عُمان.
نسبه
أحمد الخليلي من نسل الإمام الخليل بن عبد الله بن عمر بن محمد بن الإمام الخليل بن شاذان بن الإمام الصلت بن مالك بن بلعرب الخروصي نسبةً إلى خروص بن شاري بن اليحمد بن عبد الله، وعبدالله هو الحمى من سلالة نصر بن زهران بن كعب ابن حارث بن كعب بن عبد الله بن مالك بن نصر بن الأزد.
حياته
درس في الكتاتيب، وتخرج منه وعمره 9 سنوات وحفظ للقرآن، ثم التحق بحلقات بعض المشايخ منهم عيسى بن سعيد الإسماعيلي وحمود ابن سعيد الخروصي وأحمد بن زهران الريامي ليتعلم مبادئ الفقه والعقيدة والنحو والصرف والحساب وحضر حلقات العلامة أبي اسحاق إبراهيم اطفيش عند زيارته لزنجبار، ولم يلتحق بمدرسة نظامية حتى يتفرغ بنفسه للتعمق العلمي والأدبي والفكري في طلبه للعلم.
عمل في زنجبار إلى جانب طلبه للعلم في التجارة مساعدا لوالده وفي عام 1384هـ الموافق 1964م حصل الانقلاب الشيوعى في زنجبار ليرجع مع والده وأسرته إلى وطنه الأصلي عمان لينـزل ولاية بهلا فقام سماحته بالتدريس بجامع بهلا لمدة عشرة أشهر ثم طلب من قبل مشايخ العلم في مسقط بناء على شهادة إبراهيم بن سعيد العبري ولذلك عين مدرسا بمسجد الخور بمسقط حتى 1391هـ وفي هذه السنة طلب كقاض في محكمة الاستئناف فواصل تدريسه مع التزامه بالقضاء.
ثم عين مديرا للشؤون الإسلامية بوزارة العدل والأوقاف والشؤون الإسلامية، وفي عام 1395هـ الموافق 1975م صدر مرسوم سلطاني بتعيينه مفتيا عاما للسلطنة بعد وفاة إبراهيم بن سعيد العبري. وفي 1987م أوكل إليه إدارة المعاهد الإسلامية مع منحه درجة مرتبة وزير.
إنتاجه العلمي والدعوي
كان يلقي المحاضرات والخطب الجمعية والمشاركة في الندوات والمؤتمرات في داخل السلطنة وخارجها. كما اهتم بالوعظ والإرشاد بعضها مسجلة، والفتاوي، وكثير من فتاويه محفوظة في مكتب الإفتاء بالسلطنة، والمشاركة في المؤتمرات والندوات الإسلامية: وإلقاء دروس التفسير بمعهد القضاء الشرعي بجامع روي، ثم يعمل بعد ذلك على سبكها في (جواهر التفسير أنوار من بيان التنزيل) وقد صدر إلى الآن الجزء الثالث، كما يعطي دروس في أصول الفقه لنور الدين السالمي، وهذه الدروس مسجلة في أشرطة
مؤلفاته
كان يقيم جلسات علمه يوم الجمعة في العادة وهو نفس منطلق محمد عبده مؤلف تفسير المنار من أبرز كتبه:
• جواهر التفسير
• وسقط القناع
• إعادة صياغة الأمة.
• الحق الدامغ
• جواهر التفسير أنوار من بيان التنزيل
• الإيلاء .
• زكاة الأنعام.
• الاستبداد مظاهره ومواجهته .
• الاجتهاد .
• الفتاوى .
• المحكم والمتشابه .
• العقل بين جماح الطبع وترويض الشرع .
• شرح قصيدة غاية المراد في الاعتقاد للامام نور الدين السالمي .
• عوامل تقوية الوحدة الإسلامية في الشعائر الدينية .
• إختلاف المطالع واثره على اختلاف الاهلة .
• تصحيح مفاهيم خاطئة .
• امة الإسلام إلى أين مسيرا ومصيرا
كتب المؤلف: بدر الدين أحمد بن حمد بن سليمان الخليلي
12
جميع حقوق الطبع أو التأليف لأصحابها ويتم نشر كل ما هو متاح على الانترنت .... وإذا وجدت أي كتاب ينتهك حقوق الملكية برجى التواصل معنا على البريد الالكتروني info@novbook.net