الكتب:
43.045 K
الروايات:
14.357 K التصنيفات:
52 المؤلفون:
17.611 K المشتركين:
98.546 K التحميلات:
1.524 M المشاهدات:
63.131 M زوار اليوم:
9,202 الزوار:
6.284 M التصفح:
16.979 M
كيف يُمكن للرّغبة والشّغف المتجذّرَين في عمق كلّ كائن بشريّ أن يجعلاه يكتشف، في لحظة، نفسَه وأن يُغيّرا مصيره؟ ذاك هو السّر الذي تسعى إلى كشفه هذه القصص الثلاث التي يتألَّف منها الكتاب: التيه الليلي لرجل يكتشف أثناء احتكاكه بأشخاص مشبوهين وبمومسات جزءاً من كيانه فتجتاحه أحاسيس عارمة؛ لغز امرأة شابة تُسلِّم نفسها لمراهق، مُتستّرة على هويتها؛ وصراع أختين توأم بالغتَي الجمال، إحداهما متديّنة والأخرى فاسقة، تتنازعان المرتبة الأولى منذ طفولتهما، تلجأ إحداهما إلى الحيلة والأخرى إلى الفضيلة.
تُشكّل هذه المجموعة القصصية لحظة استمتاع حقيقية تدور حول حالات شغف عميقة ومدمّرة. من المستحيل السّأم من موهبة ستيفان زفايغ، هذا العالِم الرقيق بالنفسية البشرية. إنّه أحد روائيي عصرنا الكبار
ستيفان زفايج (1881-1942) هو كاتب نمساوي من أصل يهودي. أديب نمساوي مرموق ومن أبرز كتّاب أوروبا في بدايات القرن الفائت وقد اشتهر بدراساته المسهبة التي تتناول حياة المشاهير من الأدباء أمثال: تولستوي، وديستوفسكي وبلزاك ورومان رولان فيتناول الشخصية بحيادية ويكشف حقيقتها كما هي دون رتوش وفي الوقت نفسه يميط اللثام عن حقائق مجهولة أو معروفة على نطاق ضيق في حياة هؤلاء المشاهير الذين ذاع صيتهم.
كتب ستيفان تسفايغ العديد من المسرحيات والروايات والمقالات. صدر له عمله الذي تناول فيه سيرته الذاتية "عالم الأمس" بعد انتحاره. حصل على الجنسية البريطانية بعد تولي النازيين للسلطة في ألمانيا. عاش متنقلا في أمريكا الجنوبية منذ العام 1940.
من رواياته المعروفة نذكر: 24 ساعة في حياة امرأة، وحذار من الشفقة, بناة العالم.
قرر ستيفان التخلص من الحياة وهو يشهد انهيار السلم العالمي وويلات الحرب العالمية الثانية فشعر بخيبة شديدة وتوترت أعصابه المرهفة فأقدم على فعلته دون وجل ولم ينس أن يشكر حكومة البرازيل حيث انتحر على حسن الضيافة والرعاية علماً أن الراحل كان قد حصل على الجنسية البريطانية قبل أنتحاره بمدة وجيزة.
في يوم 21 فبراير عام 1942 جلس في بيته الفخم يودع معارفه بريدياً ويشرح لهم أسباب انتحاره وكتب يومذاك 192 رسالة وداع بما في ذلك رسالة إلى زوجته الأولى وبعد ذلك دخل شتيفان تسفايغ وزوجته الثانية إلى غرفة النوم وابتلعا في لحظة واحدة العشرات من الأقراص المنومة وتعانقا بحنان وطال العناق.
وفي اليوم التالي اقتحم خدم المنزل غرفة النوم لتأخرهما بالاستيقاظ المعتاد ليجدوا الأديب وزوجته قد فارقا الحياة في عناق أبدي ودون إثارة ضجة ولم ينس الأديب أن يعطي كلبه المدلل جرعة كبيرة من المنومات فنام بدوره أمام باب غرفة النوم.