1343 | 1 | 2.63 MB

0.00

0

هذا الكتاب يتكلم عن الأثر النفسي لنزلاء السجون وابعاده الاجتماعية
و يمكن أن نوجز أهم الضغوط النفسية للسجون في النقاط الآتية:

1- إماتة الشعور بالفردية:
شعور الفرد بذاتيته أمر ملازم للحياة الاجتماعية العادية خارج السجن, و لكن هذا الشعور بالفردية و الذاتية و الهوية الشخصية سرعان ما يفتقده النزيل, و من مظاهر انعدام الشعور بالذاتية في السجن ارتداء الزي الموحد و طريقة الحياة الموحدة داخل الزنانين, و تناول نفس الطعام مع نفس الأشخاص في نفس المواعيد, بل تنعدم الخصوصية في قضاء الحاجات الطبيعية, ناهيك عن أن السجين عادة ما يرمز إلية برقم يكون هو أساس التعامل معه. 

2- الشعور بالمراقبة
يعاني السجناء يوجد عام من شعورهم بأنهم بالإضافة إلى فقدهم الشعور بالفردية- موضوعين تحت المراقبة بصفة دائمة- إما من قبل جلارذة الزنانين أو حتى من رفقاء الزنانين الذين يدور الهمس أو الطنين حيالهم بأنهم جواسيس من قبل إدارة السجن على زملائهم المسجونين. و ما تضفية مخيلة السجناء النشيطة من مضاعفات على هذه المشاعر بحيث يمثل ذلك موقف ضاغطا أيما ضغط. 

3- الحرمان من الحرية:
الحياة اليومية رغم أنها حافلة بالقيود كما سبقت الإشارة إلا أن هذه القيود يمكن التخفيف منها إلى حد كبير بل, إن الحياة اليومية خارج السجن مليئة بمظاهر الحرية الشخصية, فمثلا يتناول الناس خارج السجن ما يحبون من ألوان الطعام و الشراب, و يلبسون ما يروق لهم من ملابس, و يصاحبون من يرغبون من الأهل أو الزملاء, بل و يقطعون من يشاءون منهم, إن الحرمان من الحرية هو أمر ضاغط و هو إجراء عقابي و يبدو أن السجناء يلقون من هذا الحرمان شديداً.