علوم لغات
المعايير النصية في السور القرانية
0.00
0
أكد البحث أن تطبيقات علماء العرب النصية - خاصة اللغويين ومفسري آي القرآن الكريم - من خلال التطبيق على النص القرآني – سورتي النساء والأعراف - تعكس بجلاء الحاسة النصية لديهم ، حيث إنهم نظروا للنص نظرة شمولية عامة ، وخاصة النص القرآني ، وإن طغى الجانب النظري المنهجي عند علماء النص الغربيين ، في حين طغى الجانب التطبيقي عند المسلمين ، فلا جرم أنا هنا بإزاء نظرية جديدة كل الجدة ، لا تستمد غذاءها من التراث العربي فحسب ، بل تستفيد في تكوينها من التنظير المنهجي للغربيين .
أكَد البحث أن القرآن الكريم يزخر بالآيات ، والنصوص المرتفعة في درجة الإعلامية – لا فرق في ذلك بين السور المكية والسور المدنية – كما رأينا في التطبيق العملي لمعيار الإعلامية على سورتي النساء والأعراف- ، والتي تدعو إلى التأمل الطويل بغرض الوصول إلى المعنى المراد .
أبرز البحث أن تكامل آيات القرآن وسوره ووحدة موضوعاته – رغم تناول معظم السور- كما هو الشأن لسورتي النساء والأعراف - موضوعات متعددة ، ونزول آياتها في مناسبات متباعدة – جعل القرآن العظيم كالعقد النظيم ، تُبرُز بهاءَ لآلئهِ ، النظرةُ الكلية إليها في مجموعها ، وليس النظر إلى كل واحدة على حدة .
أثبت البحث أن هناك تداخل بين كثير من المعايير النصية ؛ بمعنى : أن بعض المعايير قد تكون إحدى الآليات لمعيار آخر ، وكذلك تكرار كثير من الآليات في أكثر من معيار مثل : الحذف ، والتقديم والتأخير ...إلخ.
هذا وإني أقرر أن تشعب موضوع البحث - من خلال المعايير النصية – لا يحجر على الباحثين أمراًّ تناوله من زوايا أخرى ؛ لأن كثيراً من قضاياه مازالت مطروحة للنقاش ، ناهيك بارتباطه بتيار جديد في البحث اللغوي لم يستقر بعد ، ولم تتحدد قسماته المنهجية التي تميزه عن التيارات الأخرى ، ولكنه يحاول من خلال معطياته إعادة النظر في مقولات علمية سابقة أصبحت محل نظر ، وهذا الاتجاه" نحو النص".
يجب تسجيل الدخول او الاشتراك
للتمكّن من تحميل الكتاب بالإضافة إلى ميزات أخرى مفيدة للقارئ (الاشتراك مجاني)