ربما يتخيل الإنسان أن أشرس عدو قد يواجهه في حياته هو إنسان آخر مثله، ولكن يبدو أن تجارب الناس في الحياة تثبت عكس ذلك، فهناك عدو يمكنه أن يدمرك وهو ليس ببشر.. إنه الإحباط.
الإحباط الذي يمنعك من استكمال المسير، الإحباط الذي يقطع علاقات ويغلق أبوابًا كانت ربما ستفتح بعد محاولة أو اثنين.. لكن الإحباط دائمًا يأتي ليقدم لك الحل السريع والفعال: انسحب، أغلق هذا الباب، اترك هذه العلاقة، توقف عن الدراسة، لا تستكمل المسير، انتهى المشوار إلى هنا، أنت فشلت وانتهى الأمر!.. إلخ.
كتاب صامدون في وجه الإحباط تأليف حاتم سلامة.. يأخذنا المؤلف في رحلة طويلة وتجربة عايشها وتعرض فيها لإحباط كبير، ثم استطاع في النهاية أن يخرج من هذه الدوامة السحيقة، وأن يهزم ذلك العدو الشرس. يحدثك الكاتب عن عقدة الساخرين، والمُحبطين، والجماهير العمياء، وطريق العباقرة الذي دومًا كان مفروشًا بالمتاعب والمصاعب والسقوط ثم الصعود.
يستطيع الكاتب بلغته البسيطة وتجربته المثيرة أن يوصل إلى قلوب القراء معنى الحماس، وروح المقاومة، ويعرض لك قصصًا تاريخية نخرج منها بكثير من العبر والفوائد. يقول لك النصيحة حتى لو كانت جارحة بعض الشيء، المهم في النهاية أن تصل إلى مرحلة التفاؤل.. أن تستكمل مسيرك، وأن تفتح كل الأبواب التي أغلقتها.. أن تعود منتصرًا من هذه المعركة المصيرية مع الإحباط.