يعد شعر الفرزدق أحد أهم مصادر الدرس اللغوي والنحوي ، وهو أكثر شاعر استشهد به سيبويه ، حتى قال فيه يونس بن حبيب ( لولا شعر الفرزدق لضاع ثلث لغة العرب ونصف أخبارالناس ) ، وعلى الرغم مما لشعره من مكانة بالغة ، فإن شعره لم يحظ حتى اليوم بطبعة محققة كاملة ، وكان المرحوم شاكر الفحام قد سعى إلى تحقيق ذلك وظهر الجزء الأول من الديوان بتحقيقه ، غير أن الأجل لم يمهله حتى إتمام مشروعه المهم ، وقد سعى الأسدي إلى إكمال عمل الفحام رحمه الله بعد إتمامه للدكتوراه بأطروحة عن الفرزدق في ستة فصول عنوانها ( شعر الفرزدق ـ دراسة نصية ) ، غير أن ترامي مخطوطات الديوان ومصادره بين مكتبات العالم وعدم وجود جهة حكومية أو علمية داعمة لمشروع علمي بهذه الضخامة والمشقة حال دون ذلك ، وفي هذا البحث جمع الأسدي عددا كبيراً من الأبيات المنسوبة للفرزدق مما لم يرد في ديوانه ، مما يشكل مادة ثمينة لأي جهد تحقيقي يسعى إلى تقديم صورة أكثر اكتمالا لديوان الفرزدق .