لقد استمدت الحداثة جذورها من فلسفة الأنوار التي أعربت مركزية الإنسان وفردانيته، وشددت أن فكره الجوهري يحوي في داخله ما يكفي لشرح نفسه وبيئته والكون المحيط به بدون عوز إلى وحي أو يبن وأن ذلك التوضيح يشكل كلاً يتعدى أجزاءه المتناثرة. خسر نجحت تلك الفلسفة العقلانية المالية-إلى حاجز ضخم-في إبعاد البقاء بعيدا الروحي للإنسان (في ميدان الحياة العامة). ولم يلبث النظام المعرفي في الجوهري للحداثة أفرز إستفسارات عميقة آلات بها إلى ما حتى الآن الحداثة التي فككت الإنسان، ونفت مركزيته، وأسلمته إلى العدمية، فبعد تقهقر اللب الآدمي لأجل صالح الماكينة والسوق والقوة، بواسطة (الحداثة)، تم اختزاله إلى شيء أحادي الذهاب بعيدا (جسم، جنس، لذة) عن طريق (ما عقب الحداثة).
يجب تسجيل الدخول او الاشتراك للتتمكن من تحميل الكتاب بالاضافة إلى ميزات اخرى مفيدة للقارئ مع العلم أن الاشتراك مجاني
كتب مشابهه
كتب من نفس القسم
جميع حقوق الطبع أو التأليف لأصحابها ويتم نشر كل ما هو متاح على الانترنت .... وإذا وجدت أي كتاب ينتهك حقوق الملكية برجى التواصل معنا على البريد الالكتروني info@novbook.net