يأكل ذلك الكتاب الزمان الماضي الآدميَّ للبلدِ الرومانية، وقد أخرجه الكاتب إيمانًا منه بالدور التثقيفيِّ والتهذيبيِّ الذي تلعبه دراسة الزمان الماضي في إثراء حياة الأمم؛ إذ يقف القارئ على يد تجوُّله في أروقة الزمان الماضي على عوامل ارتقاء الشعوب. وقد نجح الكاتب في استشراف التفاصيل الشكلية التاريخيَّة للجمهورية الرومانيَّة، فتحدَّث عن تاريخ بلدة روما وأشهر الملوك الذين اعتلوا عرشها، مثلما أكل الطبائع والطباع التي وُسِموا بها، والحروب التي خاضوها، والأفكار المؤرِّخين فيهم، ثمَّ تحدَّث عن العوامل التي أدَّت إلى إزاحة الثروة وإقامة الدولة، وما ذو هذا التحوُّل من أوهامٍ وخرافاتٍ نسجتها مُخيلة أهل روما، مثلما الطقوس والتقاليد التي أُثِرَت عن الشعب الروماني، ومدى سيطرة النفوذ الإغريقي على معتقداتهم الدينية، وتحدَّث أيضاً عن الحروب والمعارك التي شهدتها روما، مُنهيًا وثيقته التاريخية بذِكر زوال مُلْك قرطاجة.