كتاب قراءات ورحلات تأليف د. مصطفى الديوانى، من الكتاب نقتبس لك: "ذات يوم في شهر نوفمبر عام 1945 رزقت بقد أخي محمود وقد كان محاميا لامعا، أحب الحياة وأحبته وعرفها وعرفته، خرجت أتعثر وأنا أنفض عن حذائي الغبار الطاهر الذي أصبح فقيدي من جزيئاته، خيل لي أن عالم المادة قد انتهى بالنسبة لي.
مضت أسابيع قلائل كان حزني خلالها مكبوتا لا تصحبه دمعة إلا إذا خلوت إلى نفسي ولكن تقاسيم وجهي الباهت الذي شفت عن قلب يتلظى فضحت لوعتي، ثم أخذت عضلات الوجه تلين تدريجيا، ولكن هل نسيت حقا؟ إ، ما يحزن النفس عند فقد عزيز هو هذا الخاطر الذي يحول في نفوسنا .. هل انتهى كل شيء؟.