كتاب الهوية والحرية نحو أنوار جديدة تأليف فتحي المسكيني مختلف جدًّا فتحي المسكيني، وقادر على التقاط بعض الأفكار العالقة، وبارع في تأثيل المفاهيم الفلسفية. ويتضح من الكتاب عمق قراءته الفلسفية اليونانية والألمانية والفلسفة الحديثة بشكل عام. الكتاب دراسات متنوعة، عن ابن خلدون، هيغل، كانط، نيتشه، إلخ. يحاول أن يستدعي كل هؤلاء المؤلفين الكبار في تاريخ الفكر الإنساني ليفكروا معنا في ظرفنا الوجودي الحالي، بحيث نتساءل ماذا يمثل هذا الفيلسوف أو ذاك بالنسبة إلينا؟ من ألطف بحوث الكتاب بحثه الخاص بالكلي والكوني، وكذا الفصلين الخاصيين بابن خلدون، واستئناف مشروعه في العمران البشري بنظرة ما بعد حديثة تناسب الظرف الوجودي الحالي. فكرة الكتاب الأساسية: أنه ليس هناك تعارض بين الهُوية والحرية كما هو شائع، إنما التعارض يقع بين الحرية والهووي وليس الهوية. ويقترح المسكيني حلًّا للإشكالية العالمية القائمة على صراع الذاكرة أو الهُويات بتصفية الهُووي فينا، بحيث نصير ذوات بلا هُوية.