كتب سياسة
نظرية التنمية السياسية
في ظل التحولات المعرفية التي يشهدها العالم اليوم، هناك تساؤل حول موقع العرب والمسلمين وما لديهم من نسق معرفي حضاري يرتكز على الوحي (قرآناً وسنة) ويسعى إلى تحقيق رفاهية الإنسان وعبوديته في آن واحد؟ إن فهم الآخر يعد شرطاً لازماً للتعامل معه. وفي هذا السياق تأتي أهمية كتاب هيجوت الذي نقلب صفحاته، عن نظرية التنمية السياسية نظراً لأنه ينطلق من مدخل علم اجتماع المعرفة. فالكتاب يعرض في سياق من التاريخ الفكري والنقدي لأهم مدرستين في أدبيات التنمية والتخلف، وهما مدرسة التحديث والمدرسة الراديكالية.
ونظراً لأن الكتاب يعتمد على الأسلوب الايستمولوجي التحليلي فإنه يفترض، وباعتراف الكاتب نفسه، معرفة مسبقة بأدبيات التنمية. جاء الكتاب ضمن خمسة فصول طرح الفصل الأول من الكتاب نموذجاً بديلاً للتحليل حيث يقترح اعتبار دراسة التنمية والتخلف نقطة التقاء للعلوم الاجتماعية وكذلك النظر إلى المدرستين الفكريتين، موضوع النقاش، باعتبارها برامج بحثية لدراسة الاقتصاد السياسي للتنمية. أما الفصل الثاني فإنه يطرح بشكل نقدي الأدبيات الحديثة في حقل التنمية السياسية منذ مرحلة السلوكية، أي منذ منتصف الخمسينات وطيلة أعوام الستينات، وحتى مرحلة ما بعد السلوكية والتي يؤرخ لها هيجوت تحديداُ بعام 1971، وقد خصص الفصل الثالث لمناقشة ما أسماه الكاتب النظرية الراديكالية للتنمية بوصفها برنامجاً بحثياً.
وقد ركز المؤلف في هذا الفصل على الجوانب السوسيولوجية لعلم اجتماع التخلف موضحاً جوانب القصور التي عانت منها مقتربات الدولة والتبعية الماركسية. ويحاول هيجوت في الفصل الرابع، وكما يظهر من عنوانه، البحث عن أرضية مشتركة تجمع بين اتجاه السياسة العامة في التنمية والنظرية الراديكالية، حيث يخلص إلى القول بأن التعديل على أي منهما لا يكفي في حد ذاته وإنما ينبغي أن يؤخذ كل منهما بعين الاعتبار.
وتحقيقاً للهدف المرجو من وراء ترجمة هذا الكتاب فقد أضاف المترجم فصلاً خامساً عن نظرية التنمية في مرحلة ما بعد الحداثة كتبه الدكتور نصر عارف، يطرح فيه رؤية "الآخر" المستهدف سواء في مرحلة المشروع الحداثي أو ما بعد الحداثي، وهو يرى بأن نظرية التنمية في طورها الحديث-ما بعد الحداثة-تستبطن نفس الالتزام الأيديولوجي وتقوم على كثير من ركائز ودعائم النسق المعرفي الغربي.
يتناول موضوع هذا الكتاب التنمية السياسية من خلال عدة محاور فيطرح في الفصل الأول من الكتاب نموذجاً تحليلياً يقوم على اعتبار دراسة التنمية والتخلف نقطة التقاء للعلوم الاجتماعية وكذلك النظر إلى مدارس التنمية السياسية باعتبارها برامج بحثية لدراسة الاقتصاد السياسي للتنمية. أما الفصل الثاني فإنه يطرح بشكل نقدي الأدبيات الحديثة في حقل التنمية السياسية التي أظهرها التراث السياسي الخاص بالعالم الثالث. وقد خصص الفصل الثالث لمناقشة ما أسماه الكاتب النظرية الراديكالية للتنمية بوصفها برنامجاً بحثياً، يركز المؤلف في هذا الفصل على الجوانب السيولوجية لعلم اجتماع التخلف. ويحاول هيجوت في الفصل الرابع البحث عن أرضية مشتركة تجمع بين اتجاه السياسية العامة في التنمية والدولة في العالم الثالث. وتحقيقاً للهدف المرجو من وراء ترجمة هذا الكتاب فقد أضيف إليه فصلاً خامساً عن نظرية التنمية في مرحلة ما بعد الحداثة كتبه د.نصر عارف، وهو باحث معني بإشكاليات النهضة في مجتمعاتنا استناداً إلى ما تمتلكه من مقومات وركائز تقوم في عمومها على النسق الحضاري المعرفي الإسلامي. وهو يطرح رؤية "الآخر" المستهدف في مرحلة المشروع الحداثي أو ما بعد الحداثي. وتعميماً للفائدة وتسهيلاً على القارئ، وطلبة الجامعات بشكل خاص، أضيف إلى الكتاب ثبتاً توضيحياً عربياً بأهم المصطلحات والمفاهيم التي وردت في النص الإنجليزي، ويمثل هذا الكتاب إضافة متميزة في مجال الدراسات النظرية لموضوع التنمية السياسية.