قصص عربية
المأساة
كم أنتِ قاسيةٌ أيَّتُها الأيامُ؟ تجعلينَنا نعتادُ على الحنينِ إلى أشياءَ تقتلُنا، فلا نجدُ ملاذاً سوى الصبرَ الممزوجَ بالدمعِ والموتِ، منذُ البدايةِ كانَ كلُّ شيءٍ على ما يرامُ إلى أنْ وقعْتُ بحبِّكَ يا وطني القاسي، لقد جعلتَني أعُدُّ ثوانيَ الألمِ التي قاسيتُها وأقاسيها في ظلالِكَ، وأجمعُ لحظاتِ البؤسِ كلّما طالَ مكوثي داخلَ صدرِكَ.
صدرُكَ الذي كنْتُ أحلمُ ذاتَ يومٍ بالرجوعِ إليه ليغمُرَني بحنانِه، لكنّي لم أجدْ منهُ سوى الجفاءَ والقسوةَ، الآنَ أحاولُ إدراكَ ما حصلَ، لكنْ كلّما حدّدَتُ عِلّة ما جرى فرَّتْ أفكاري منّي، فأطارِدُها وأسعى لجمعِها لعلّي أعي كيف نبذتَني يا وطني برحابِكَ، وجعلتَني ميتاً في الحياةِ، ولكنَّك يا وطني تبقى السلطانُ العظيمُ وأنا العبدُ المغلوبُ على أمرِه.