" وبعد ثلاث شوارع من التجوال أصبح يتبعني ثلاثة كلاب وقطتان، وأخذت أمر بموكبي هذا الغريب، في شوارع هذا الليل الصقيع، تزور عنا البيوت، ونتعزى ببشر آخرين بلا بيوت تكوروا في خرق فوق الأرصفة، ولصق الجدران، وعلى عتبة أبواب المساجد المغلقة. وكنت مبترداً أتعجل مجئ الصبح الذي وحشت له، لعلي أتدفأ، وأذوب في زحمة الناس. وها هي ذي سموات فيها شموس وعصافير، وبحار تطل منها عرائس البحر، وصحاري تركض فيها الغزلان، وغابات بشجر وثمر وحيوان وطبر".
تلك هي حياتنا على الأرض الآهلة بالأحياء وبفتنة الحياة، كما يصورها الدكتور محمد المخزنجي في الآتي ، ونحن نتباغض ونتشاجن. قصص بسيطة موجزة لم تعرف بعد التعقيد والتركيب، شفافة تكشف عن عمق كامن.