الباعث على جمع هذا الرسالة هو ما وقع لي في هذه الحقبة المريرة وذلك بما قد آذى سمعي من قول بعض  سقط الناس النوكى الحمقى الأغرار الأغمار الرعاع وهم (الأحداث – أحداث الأسنان سفهاء الأحلام) الطغام والولدان والصبية وهمج سافلو الرتبة وناقصوا الحظ إما بهيمي الطبع في قلة التمييز والفطنة وإما سبعية في الجفوة والغلظة من أقاطيع الناس – أن بن سلول ليس بكافر ولم يكفره النبي r
فلما حججته استدل بسقم فهمه أن النبي r قال لا يتحدث الناس أن محمد يقتل أصحابه ففهم الأحمق فهماً خرج به عن مفهوم الخطاب واجماع السلف أن بن سلول من أصحاب النبي r وذلك من القرائن وسنبين ذلك في أطراف الرسالة والله الموفق
والله المستعان والى الله المشتكى .
ونتمثل بقول ابن حزم رحمه الله في المداواة وَلَقَد انتفعتُ بمحك أهل الْجَهْل مَنْفَعَة عَظِيمَة وَهِي أَنه توقد طبعي واحتدم خاطري وحمي فكري وتهيج نشاطي فَكَانَ ذَلِك سَبباً إِلَى تواليف لي عَظِيمَة الْمَنْفَعَة وَلَوْلَا استثارتهم سَاكِني واقتداحهم كامني مَا انبعثت لتِلْك التواليف