تعودنا في الأدبيات العربية أن نفهم من كلمة الصورة دلالتيها الحقيقية والمجازية في الآن ذاته. فهي الشكل البصري المتعين بمقدار ما هي المتخيل الذهني الذي تشيره العبارات اللغوية؛ بحيث أصبحت الصورة الشعرية مثلا تقف على نفس مستوى صورة الغلاف.

وصار من الضروري أن نميز بين الأنواع المختلفة للصور في علاقتها بالواقع الخارجي غير اللغوي، حتى نستطيع مقاربة منظومة الفنون البصرية الجديدة ونتأمل بعض ملامحها التقنية ووظائفها الجمالية، وخاصة أن إيقاع هيمنتها على حياتنا المعاصرة وتوجيهها لأهم استراتيجيات التواصل الإنساني يجعلانها بؤرة إنتاج المعنى في الثقافة المعاصرة، فمن يملك القدرة على المناورة بالصورة والتحكم في إنتاجها وتسويقها يستطيع إدارة المواقف لصالحه؛ حيث يقوم الإعلام بدور الإعلان ويتم توجيه الرأي باستثارة الحساسية الجمالية للمتلقي، وتنفجر أكبر ثورة للمعلومات عبر شبكيات النقل الكوني للصور البصرية واللغوية في الوقت ذاته.