تاريخ
شرح الجامع الصحيح ١
من مقدمة الكتاب: "إن الجامع الصحيح مسند الإمام الكامل والهمام الفاضل الشهير بين الأواخر والأوائل( الربيع بن حبيب) رضي الله عنه وأرضاه وجعل الجنة مستقره ومثواه من أصح كتب الحديث سنداً ، وأعلاها مستنداً ، فما أحق متنه أن يوصف بالعزيز ، وما أجدر سنده أن يدعى بسلاسل الإبريز ، لشهرة رجاله بالفقه الواسع ، والعلم النافع ، والورع الكامل ، والفضل الشامل ، والعدل والأمانة ، والضبط والصيانة ، لكن لطول العهد ، وسوء الجد ، وقع فيه من التحريف من النسّاخ من غير قصد ، فأجمعت على تصحيحه عزمي ، على قدر مبلغ علمي وفهمي ، فجمعت من نسخه ما أمكن ، واخترت من مجموعها ما هو أليق وأحسن ، فخرجت من الجميع نسخة أرى أنها أصح من غيرها ، ولا ادّعي سلامتها على الإطلاق ، غير أني لم أجد فوقها من مطاق ، وبعد أن تم تصحيح الكتاب شرعت في تعليق تقريرات عليه تبين معناه اللطيف ، وتحل مبناه المنيف ، ينتفع بها العالم والضعيف ،على وتيرة مختصرة ، وطريقة معتبرة ، اقتصرت فيها على أقل ما يمكن الاقتصار عليه ، من بيان المتن المشار إليه ، ثم عنّ لي في أثناء التأليف أن أجعل الشرح متوسطاً لا طويلاً مملاً ، ولا قصيراً مخلاً ، فمن ثم تجد الاختصار في أول الكتاب أشد منه في ما بعد ذلك ، والله حسبي ونعم الوكيل "