كتاب العز والصولة في معالم نظم الدولة الجزء الأول تأليف عبد الرحمن بن زيدان.. يعتبر هذا الكتاب من أهم المؤلفات وأكثرها فائدة وهو جدير بأن يصبح مرجعًا رئيسيًا للمؤرخين والسياسيين والإداريين لمدة طويلة، فهو لا يطرق موضوعًا من المواضيع التي طرقها المؤلف في كل كتبه الأخرى، كما أن هذا الموضوع لم يؤلف فيه علماء المغرب في القرون الأخيرة..
الكتاب لا يؤرخ لملك ولا دولة ولا يترجم لفرد ولا طبقة ولا أسرة ولا يعرف بناحية ولا مدينة ولا قرية.. إنه وصف للأنظمة والأعراف الإدارية التي كان معمولا بها في الدولة المغربية حتى مطلع القرن العشرين، وبيان لأحوال السلاطين وعاداتهم المتبعة داخل قصورهم فهو من حيث الموضوع أشبه بالكتب المؤلفة حديثًا في فن البروتوكول والقانون الإداري، وإن اختلف عنها في الترتيب والأسلوب.
يبدأ الجزء الأول الذي بين أيدينا بالحديث عن نظام البيعة، ويحدثنا عن نظام أعمال السلطان النهارية والليلية، ويتناول ترتيب الأيام الأسبوعية وما يتم في كل يوم، ثم يعرض لنا نظام السلطان في الأكل ولباس السلطان، ونظام التصبين، ونظام إماء القصر، ونظام صنع الحل، ونظام تعليم الأبناء والبنات، ونظام الأعراس، ونظام التوارث وكسوة القصور السلطانية وصيانة أموال الأيتام ورعاية مصالح الأبناء، ويحدثنا عن حناطي القصر الملكي، ونظام مواكبة الأعياد والاحتفالات، والتنقلات السلطانية وتوزيع المرتب اليومي، والأعمال التي تجري بالمحلة، ووداع السلطان يوم السفر، وغير ذلك من المظاهر والملامح التي تصف لنا حياة السلطان ونظم الدولة وما فيها.