شاكر الجوهري: لقد كنت من أكثر العرب سعادة بتحقق وحدة اليمن بعد عهود من الفرقة واعتقد الان ان أهمية الكتاب تنبع في الأساس من كونه يوثق لمراحل الصراع التي شهدها جنوب اليمن على أمل ان يتم الاتعاظ من حمامات الدم المؤسفة التي يتمنى كل عربي عدم تكرارها، ليس في اليمن فقط ولكن في أي بلد عربي أخر كما أني أعتقد انه من المفيد جدا نشر هذا الكتاب الان تحديدا لسببين غاية في الأهمية:
الأول : تذكير أبناء الشعب اليمني الذي يشتد التآمر على وحدته الان اكثر من اي وقت مضى من قبل اطراف عربية اساساً، ويا للأسف، تذكيره بما تعنيه الفتنة التي يجري التخطيط لها من دماء وأرواح تهدر في غير مكانها كي يلتف حول وحدته وكيانه الموحد ويبتعد ويلفظ كل الشعارات التي يجري تزيينها له مهما نجح اعداء اليمن في جعلها تبدو براقة.
الثاني : تقديم توثيق للأجيال الشابة من اليمنيين عن تاريخ كافة القوى والأحزاب التي ظهرت في جنوب اليمن قبل الوحدة واستعادت نشاطها الان بفضل ديمقراطية دولة الوحدة اليمنية. بقي ان اقول ان هذا الكتاب حين نشر على حلقات صحفية لقي موضوعه استحسانا من قبل الرئيس علي عبدالله صالح ابلغني به شخصيا حين التقاني على هامش القمة العربية في الجزائر عام ١٩٨٨.‏ ‏كما انه لقي اهتماما من قبل قيادة الحزب الاشتراكي اليمني، تمثل في الدعوة التي وجهت لي ولبيتها بزيارة عدن والتقيت خلالها السيد علي سالم البيض الأمين العام للجنة المركزية للحزب الاشتراكي اليمني والرئيس حيدر ابو بكر العطاس وبعض اعضاء المكتب السياسي للحزب.