1345 | 0 | 5.86 MB

0.00

0

تمثل الفترة الممتدة من منتصف القرن الثالث الهجري وحتى ظهور الخلافة حقبة هامة من تاريخ الأندلس، وعلى الرغم من قصرها الزمني إلا أنها شهدت تحولات بالغة في الأساس الاقتصادي أفضى إلى ظهور الإقطاع وسيادته على جميع الأصعدة، وبالتالي أسهم في توجيه التاريخ السياسي الأندلسي إلى وجهة أخرى.. الكتاب الذي بين أيدينا يرصد لنا دور الإقطاع في هذه الفترة وتأثيره على الوضع في الأندلس.
كتاب أثر الإقطاع في تاريخ الأندلس السياسي من منتصف القرن الثالث الهجري حتى ظهور الخلافة تأليف إبراهيم القادري بوتشيش.. المتتبع لتطور الأحداث سيلاحظ أن الإقطاع خلف أزمة عامة لم يسبق أن شهدتها الأندلس من قبل، في ظل سلطة ضعيفة مغلوبة على أمرها، عاجزة عن رأب الصدع، وفي ظل إفلاس خزينة الدولة وبداية ظهور إمارات مستقلة متناحرة. فكان الإقطاع له تأثير كبير في تحديد الصيرورة التاريخية لهذه الحقبة، ومع ذلك لم تغط الدراسات الأندلسية السابقة هذا الدور ولا سلطت عليه الضوء.. ومن هنا جاء الكتاب الذي بين يدينا ليسد هذه الثغرة وينبهنا إلى هذا الدور.
يتناول الباب الأول من الكتاب تجليات الإقطاع في البنى الاقتصادية والاجتماعية، وهنا يحدثنا عن وضعية الأرض ومظاهر الإقطاع في النشاط الاقتصادي ويسلط الضوء على البنية الاجتماعية، والباب الثاني عن أثر الإقطاع في البنية السياسية والنشاط العسكري. وأما الباب الثالث فيرصد لنا أثر الإقطاع في اندلاع الثورات الاجتماعية في البوادي وفي المدن وينتهي الفصل بالحديث عن انهيار المرحلة الإقطاعية.