كتاب الحياة الفكرية والأدبية بمصر من الفتح العربي حتى آخر الدولة الفاطمية تأليف محمد كامل حسين.. اختلفت الحياة الفكرية والدينية والأدبية بشكل كبير في مصر بعد الفتح الإسلامي المجيد، وبدأت تلوح في الأفق ثقافة مغايرة من الناحية الدينية والأدبية وحتى في اللغة نفسها، حيث أقبل المصريون على تعلم العربية والدين الإسلامي وتشرب الثقافة الجديدة التي انتقلت بهم من الظلمات إلى النور.. والكتاب الذي بين يدينا يرصد لنا ملامح الحياة الفكرية والأدبية بكل تفاصيلها في مصر خلال فترة تاريخية طويلة تمتد من الفتح الإسلامي وصولًا إلى انهيار الدولة الفاطمية.
لم يكن هناك شقاق بين المصريين وبين الثقافة والفكر الديني الإسلامي الجديد وذلك لما رأوه من تسامح وحسن معاملة، ومع مرور الوقت دخل المصريون في جسد الثقافة الجديدة بشكل كامل، بل وخرج منهم الكثير من العلماء والفقهاء والمحدثون، وظهر ذلك جليا في اهتمام المصريين بدراسة القرآن الكريم والحديث النبوي الشريف، وتبوء المناصب القيادية في ظل الدولة الإسلامية، وكانت مصر من خير الدول التي احتضن أهلها الإسلام واندمجوا فيه أسرع من بقية الدول.
يبدأ الكتاب بالحديث عن الحياة الفكرية ويرصد لنا الدراسات الدينية الإسلامية والدراسات النحوية واللغوية والتاريخ والعلوم الفلسفية وغيرها، وينتقل بعدها للحديث عن حياة الشعر وهنا يحدثنا عن شعر القبائل والشعراء الوافدين وازدهار الشعر المصري، ويختتم بالحديث عن حياة النثر الفني في عصر الولاة وفي عصر الطولونيين والإخشيديين والفاطميين.