كتاب جرائم فرنسا في الجزائر تأليف سعدي بزيان.. التاريخ يكتبه دومًا المنتصرون، ويمكنهم أن يضعوا بعض مساحيق التجميل لإزالة الأمور القبيحة التي لا يراد لها أن تخرج إلى النور، ولكن في المقابل يظل هناك أحرار يكتبون التاريخ كما هو بعد إزالة هذه المساحيق، يعرضون الحقيقة الصارخة التي أريد لها دومًا أن تكون مغيّبة عن الناس.
هل فرنسا بلد الحريات حقًا؟ البلد الذي يتباهى دومًا بالحفاظ على حقوق الإنسان وانتقاد الإرهاب والتطرف الإسلامي وغير ذلك من الأطروحات الإعلامية المكررة؟ يبدو أن التاريخ يكشف لنا عن الوجه القبيح لفرنسا، ويعرفنا من هو المتطرف الحقيقي، وما هو مصدر الإرهاب ومن الذي يمثله.
الكتاب الذي بين يدينا يعرض لنا فظائع وجرائم الاحتلال الفرنسي الغاشم في دولة الجزائر الحبيبة، يعرض لنا تاريخًا طويلًا ظلت فيه الجزائر قابعة تحت نير الاستعمار أو الاستدمار، يرصد لنا حوادث قتل بشعة للنساء والرجال والشيوخ والأطفال، وحوادث الاغتصاب التي تعرضت لها نساء المسلمين، وغير ذلك من الأفاعيل الوحشية والدموية، ويقدم الكثير من الإحصائيات حول الأعداد التي قضت على يد الاستدمار الفرنسي، ويرصد محاولات التحرر والثورات الجزائرية ضد فرنسا.
يبدأ الكتاب بعرض جرائم فرنسا في الجزائر من الجنرال بيجو إلى الجنرال أوساريس، ويعرض جرائم فرنسا في الجزائر خلال 8 ماي 1945 بين مصادر الفرنسيين ومصادر الجزائريين، ويحدثنا عن الجنرال بول أوساريس مجرم الحرب الذي يتفاخر بجرائمه، وعن ماسو الذي اعترف بتعذيب المسلمين، ويحدثنا عن الاغتصاب والتعذيب في حق المناضلات الجزائريات في فترة 1954 حتى 1962، ويعرض موقف الأحزاب السياسية الفرنسية من هذا الاحتلال، وموقف الجزائر الرسمي.