كتاب مقعد على ضفاف السين تأليف أمين معلوف، ترجمة نهلة بيضون.. يقدم لنا هذا الكتاب أربعة قرون من التاريخ الفرنسي، كانت مليئة بالأحداث وحافلة بالتحولات والاضطرابات، وظهر إبداع المؤلف في الطريقة التي قدم بها كل هذا؛ فهو يسرد لك حياة وأحداث ومغامرات ثمانية عشر شخصًا تعاقبوا على المقعد التاسع والعشرين في الأكاديمية الفرنسية، بداية من عام 1634م.. انطلاقا من مقعد واحد فقط، مجرد مكان دافئ على ضفاف السين، كلما جلس واحد من الأشخاص الثمانية عشر تنهال علينا أحداث الذاكرة والتاريخ.. إنها وحدة المكان التي ينبثق منها التاريخ.
من أبرز الأحداث التاريخية التي يتناولها: إلغاء مرسوم نانت وما أحدثه ذلك من تحولات كبيرة في الواقع الفرنسي، وثورة الفروند والحركة الجنسينية والأفكار التي حاولوا نشرها، وكذلك يناقش معنا طرد اليسوعيين ونشأة الماسونية، وينتقل بعد ذلك إلى الثورة الفرنسية عام 1789 وهو الحدث الأبرز خلال التاريخ الفرنسي، لما جاء بعده من تحولات ضخمة على المستوى الفرنسي وعلى مستوى دول العالم كله، كذلك يحدثنا عن تمرد 12 فنديميير وانقلاب 18 بروميير، ويرصد لنا ملامح الإمبراطورية الفرنسية الثانية، ويسرد لنا وقائع الحرب الشرسة عام 1870، ويحكي لنا عن كومونة باريس، واختراع التخدير والمآتم الوطنية، وقضية دريفوس، والحروب الكبرى في القرن العشرين.. كما أن الكتاب شامل لبعض المحاور الثقافية مثل تأثير الشعر والشعراء ومؤلفي نصوص الأوبرا على الواقع الفرنسي، وكذلك يتناول سلطة الملوك والكرادلة والنبلاء وغير ذلك من المحاور التاريخية الهامة.