رواية سورين تأليف محمد رشيد رويلى، إن أهم ما يميز الرواية هو منهجها في رسم الحدث الذي بنيت عليه إذ استطاع الكاتب أن يصور الواقع المادي والمعنوي في المرحلة التي تناولها، قسوة الطبيعة في بيئة دير الزور، وسلوك أهلها اتجاه كوارثها، ليبرز الجانب الإنساني التكافلي نحو المنكوبين، ليكون ذلك توطئة لإظهار القيم العليا لهذه المدينة التي ستحتضن المنكوبين من خارج حدودها الجغرافية والعرقية والدينية. فالكاتب بذكائه لم يفتعل المسوّغ الإنساني، وإنما صوّره، واختاره باكتشاف إبداعي يمنح المتلقي الأسباب المنطقية الطبيعة للفعل الإنساني نحو الآخر بقطع النظر عن انتمائه وهويته، والكاتب يؤكد الأصالة، وهو يتحدث عن غياب الثقافة والعلم، وأن هذه الأصالة طبع في المجتمع وليست اكتساباً، وإذا كانت الثقافة والعلم يهذبان الأصالة ويطوران فعلها الإنساني الشمولي، فإنهما بالتأكيد لا يخلقانها، ولا يمنحانها لشعب مقطوع الجذور الحضارية، وتلك مقولة قاعدية يستخلصها القارئ من سطور الكاتب أن هذا الشعب الذي يرزخ تحت نير الاستبداد وما يعانيه من تخلف وأمية هو جزء من أمة عظيمة لها تاريخها العظيم، وتعيش كلها المعاناة نفسها محافظة على أصالتها وارتباطها في أصولها وعطائها بانتظار اللحظة التاريخية المهيئة للانطلاق، وأخذ المبادرة للنهوض ثانية وإغناء وإثراء الواقعين القومي والإنساني.
يجب تسجيل الدخول او الاشتراك للتتمكن من تحميل الكتاب بالاضافة إلى ميزات اخرى مفيدة للقارئ مع العلم أن الاشتراك مجاني
كتب مشابهه
كتب من نفس القسم
جميع حقوق الطبع أو التأليف لأصحابها ويتم نشر كل ما هو متاح على الانترنت .... وإذا وجدت أي كتاب ينتهك حقوق الملكية برجى التواصل معنا على البريد الالكتروني info@novbook.net