1330 | 6 | 2.72 MB

0.00

0

رواية ظل السيف تأليف سامية أحمد.. تعود بنا المؤلفة إلى الأندلس، وتحديدًا غرناطة، لتصور لنا زمنًا تكاثر فيه المنافقون، ولم يخلُ -رغم ذلك- من المجاهدين الذين يضحون بكل شيء لأجل إعلاء كلمة الدين. إنها فترة الانكسار والهزيمة قبل سقوط غرناطة، تصور لنا المؤلفة كيف انقسم المسلمون إلى فئات كثيرة، فهناك الأمراء المخلصون الذين ضحوا بالغالي والنفيس من أجل الحفاظ على بلاد المسلمين، وهناك الأمراء الخونة الذين باعوا كل شيء ورفعوا الرايات البيضاء، ثم ترى الشعب منقسم إلى مجموعة مقهورة ومغلوبة على أمرها، ومجموعة قررت بمحض إرادتها أن تقع في خانة الذل والقهر وهي تملك ما تقدمه لدولتها. ثم هناك الطرف الآخر وهو القوات الصليبية الغاشمة.
تتميز الرواية بأنها أخذت طابعًا فانتازيًا مشوقًا للأحداث، فلم تقدم لنا الكاتبة سردًا تاريخيًا بحتًا، ولكنها قررت إضفاء الكثير من المغامرة والتشويق، وفي خضمّ ذلك ترى سيل المعلومات التاريخية والأحداث ينهال عليك بسلاسة. كما أنها نوعت الشخصيات لتجسد الانقسام الحادث في صفوف المسلمين وتشابك الأطراف كلها، فترى هناك عائشة العنيدة، وترى الجندي الباسل، وترى فاتيما بحكمتها المعهودة والتي كانت أكثر الشخصيات واقعية وكانت رمزًا للشعب البسيط ونموذجًا للمرأة العربية القوية، وترى مكر الأميرة خوانا والتي تخلت عن الكونت أثناء اقتحام الحصول، كما أنها نقضت الكثير من العهود، وسترى شخصية خوليو أو عامر... وغير ذلك من الشخصيات التي أجادت المؤلفة في رسمهم لتمثيل وتجسيد الأحداث.