رواية اللهم حبًّا صادقًا تأليف فاطمة الشيشيني.. علاقة الحب لا يُنظر إليها بشكل منفصل عن سياقها وحدودها وطريقتها، فالحب الذي لا يقرب الطرفين من الله ليس بالحب الحقيقي، وكل حب فوق طاعة الله ليس حبًا حقيقيًا، وعلى العكس؛ إذا كان الحب صادقًا ونابعًا من القلب فلا بد أن كل طرف من المحبوبين سيحرص على الآخر، وسيأتي من الأبواب الشرعية دون التسلل من الأبواب الخلفية.
تدور أحداث الرواية حول أسرة مكونة من أب مسلم وأم مسيحية، تزوجا ثم هربوا إلى بلد آخر لأنهما من صعيد مصر، والعادات والتقاليد هناك تأبى أن يتم ذلك الأمر، والذي قد يصل إلى محاولات الثأر والدماء.. تأخذنا المؤلفة إلى تشابكات وعلاقات هذه الأسرة بطرفيها المسلم والمسيحي، وعلاقات ابنتهما عهد، كما سنلتقي ببعض الشخصيات مثل عمار ورقية وشهد وخالد وميدن، وسنرى منهم من يبحث عن الحب الصادق ويرفع شعار الحب الحلال، ومنهم من لا يكترث.
"الحب هو رزق الله الذي لا يقدر بثمن، هكذا بدأ يسري حديثه مع والد كريستينا رحمة الله عليها، ثم أقسم بأنه لم يكن يريد شيئًا إلا أن يكون معها في بيت واحد، لم يكن يرغب أبدًا في أن تغير كريستينا ديانتها وظل طوال حياته لا يحادثها في الأمر حتى بعدما أصبحت زوجته
والد كريستينا ومن معه أنصتوا جيدًا لحديث يسري وأجاب الرجل بحنكة، قائلًا: أشعر أحيانا وكأن الله عاقبني في ابنتي، وهذا الشعور كفيل جدًا لأن يتغير مجرى حديثي، لن أنفعل ولن أصرخ بوجهك، كل ما أطلبه منك وبكل عقلانية أن يكون لي نصيب في عهد. أن تزورني، أن يشتم الرجل المسن المقارب على الموت رائحة ابنته في حفيدته، أكثير هذا على رجل فقد ابنته وهي على قدي الحياة ترزق؟"