رواية عودة الروح تأليف يا جسي، ترجمة أحمد حسن.. عمل أدبي ملهم يتتبع فيه المؤلف سبعة أجيال متتالية في أمريكا وغانا، هما خطان متوازيان بداية من القرن الثامن عشر وحتى يومنا هذا، يرصد خلال ذلك أفعال الرجل الأبيض الوحشية وتجارة الرقيق والحرب الأهلية وغير ذلك من ملامح التاريخ. بدأت القصة بأختين، هما إيفيا وإيسي، لم تعرف إحداهما عن الأخرى طوال الرواية، تتزوج إحداهما من رجل أوروبي يعمل تاجرًا للعبيد، وتعيش حياة سعيدة ورحبة في قصره أو قلعته كيب كوست الفخمة، بينما الأخت الأخرى تقع أسيرة ويتم اقتيادها إلى قبو هذه القلعة ليتم بيعها مع العبيد.. أخت في أمريكا والأخرى في غانا لا تدرى إحداهما عن الأخرى، لا تدري المرفهة عن تعاسة العبدة أختها.
تسير بنا أحداث الرواية لنرصد أبناء هذين الأختين وأحفادهما، ونتتبع الأجيال التي خرجت من هذه القصة، سبعة أجيال كاملة كانت كافية لرصد ملامح التاريخ والتغيرات الثقافية الحادثة بين غانا وأمريكا، سنمر بفترات الاستعمار والعنصرية والعبودية وبيع العبيد بأبخس الأثمان واستخدامهم في السخرة، ثم سنوات الحروب القبلية والأهلية وأهوالها، ونرصد ملامح خيانة الأنظمة والدول وسماحها بتجارة الرقيق.. وتمر الأيام وتسير بنا سريعًا نحو وقتنا المعاصر فنرى التحولات الاجتماعية الرهيبة التي شهدها التاريخ وظهور ما يسمى بالقوانين والحقوق المدنية وإنهاء العبودية في كثير من البلدان.. إنها رحلة طويلة كتبت بمداد من الدماء، رحلة من القهر والظلم، كان بطلها هو الرجل الأبيض.