الكتب:
43.045 K
الروايات:
14.357 K التصنيفات:
52 المؤلفون:
17.611 K المشتركين:
98.725 K التحميلات:
1.525 M المشاهدات:
63.16 M زوار اليوم:
7,330 الزوار:
6.328 M التصفح:
17.024 M
أطعم غنمك أيها المسيح.. تصاعدت الأصوات بحدة ورقة، لم يكن هناك أرغن، لم تكن ثمة حاجة لأرغن لأنه من فوق اللحن المتناغم للأصوات الرجالية الجهورة ارتفعت أصوات نساء ندية وصافية، كأنها أسراب طيور ذهبية وسماوية محلقة، وقفا معاً وسط الغبار الكاهن بردائه الأسود المبهم المعالم وجيليجان بملابسه الصوفية الثقيلة الجديدة يستمعان ويشاهدان الكنيسة البائسة، وقد أضحت جميلة مفعمة بشوق وابتهاج مشوبة العاطفة وحزينة. ثم تلاشى الغناء، وأضحى من الأرض الحالمة بشكل محتوم مع الغد والعرق، مع النشوة الجسدية والموت والخطيئة، ثم عادا متوجهين نحو البلدة تحت ضوء القمر، وهما يحسان بذرات الغبار تتخلل حذاءيهما.