أطعم غنمك أيها المسيح.. تصاعدت الأصوات بحدة ورقة، لم يكن هناك أرغن، لم تكن ثمة حاجة لأرغن لأنه من فوق اللحن المتناغم للأصوات الرجالية الجهورة ارتفعت أصوات نساء ندية وصافية، كأنها أسراب طيور ذهبية وسماوية محلقة، وقفا معاً وسط الغبار الكاهن بردائه الأسود المبهم المعالم وجيليجان بملابسه الصوفية الثقيلة الجديدة يستمعان ويشاهدان الكنيسة البائسة، وقد أضحت جميلة مفعمة بشوق وابتهاج مشوبة العاطفة وحزينة. ثم تلاشى الغناء، وأضحى من الأرض الحالمة بشكل محتوم مع الغد والعرق، مع النشوة الجسدية والموت والخطيئة، ثم عادا متوجهين نحو البلدة تحت ضوء القمر، وهما يحسان بذرات الغبار تتخلل حذاءيهما.
يجب تسجيل الدخول او الاشتراك للتتمكن من تحميل الكتاب بالاضافة إلى ميزات اخرى مفيدة للقارئ مع العلم أن الاشتراك مجاني
كتب مشابهه
كتب من نفس القسم
جميع حقوق الطبع أو التأليف لأصحابها ويتم نشر كل ما هو متاح على الانترنت .... وإذا وجدت أي كتاب ينتهك حقوق الملكية برجى التواصل معنا على البريد الالكتروني info@novbook.net