هذا الكتاب لمحمد عابد الجابري، الفيلسوف والمفكر المغربي، هو الجزء الأول من مشروعه النقدي التأصيلي المؤلف من أربعة أجزاء، خصصها لدراسة العقل العربي فبدأ من هذا الكتاب، وهو تكوين العقل العربي، ثم عرّج على بنية العقل العربي، وانتهى بتحليله من الناحية الأخلاقية والسياسية.
والكتاب زاخر بالمعلومات في مجالات مختلفة، في التاريخ والفلسفة، يطرح الكاتب نظريته في تكوين الفكر والعقل العربي ويفكك هذا النظام ليفهم محركاته الأولى، وخصائصه ومكوناته، ليصل بالقارئ إلى الأسباب الرئيسية في التخلف. ويعتبر الهدف الرئيسي للكتاب هو نقد هذا العقل، ومحاولة تغييره إلى ما يسميه الكاتب العقل الفعال، فالكاتب يبدأ الكتاب بسؤال ملح، وهو: كيف يمكن لعقل لم يقم بمراجعة شاملة لآلياته ومفاهيمه وتصوراته ورؤاه أن ينهض؟ وبالتالي ينبني الكتاب كله على معالجة هذه الإشكالية وهى مراجعة للآليات والمفاهيم والتصورات والمحركات وغير ذلك من أجل أن يخرج هذا العقل من التخلف إلى النهضة.