يكشف حجي جابر عن قضية الإتجار بالبشر، بالإستناد إلى مسارات حيوات مئات من الأشخاص ممن خاضوا تجارب قاسية، وعانوا من الخطف والقتل وسرقة الأعضاء البشرية، بعد أن تلقفتهم عصابات الإتجار بالبشر، ابتداءً بإريتريا والسودان ومروراً بسيناء مصر وانتهاءً بإسرائيل.
تستند الرواية إلى خلفية ثقافية واضحة، وتضيف إلى متعة السرد فائدة الفضاء الروائي الجغرافي والإنساني، وبهذا يكون القارىء إزاء خطاب روائي متعدد على مستوى الراوي والمكان والزمن وتقنيات السرد، فالرواية استطاعت أن تشيد بناءً خاصاً، لواحدة من أبشع الجرائم الإنسانية، من خلال المعيشة الحثيثة لضحايا هذا النوع من الإتجار ممن تمكنوا من الخروج أحياء يرزقون، يقول أحد الناجين: هذه مقبرة المخيم، هنا يرقد آباؤنا وأجدادنا، هنا ترقد أحلامهم وأمانيهم التي غيّبها الزمن، لم يكونوا يعتقدون أن أرضاً غير إريتريا ستضم أجسامهم يوماً، قدموا إلى حين تتحسن الأحوال، ورحلوا دون أن يحدث ذلك، وقد يكون هذا ما ينتظرنا أيضاً.
أن تُدفن في أرض غير أرضك يعني أن تموت مرتين، والأرواح لا يسعها ذلك، وبهذا يكون مرسى فاطمة إضافة جديدة إلى المكتبة العربية، كما أراد لها مؤلفها وأن تعمل على جسر الهوة بين الأدب الإريتري المكتوب بالعربية والقارىء العربي في كل مكان.
يجب تسجيل الدخول او الاشتراك للتتمكن من تحميل الكتاب بالاضافة إلى ميزات اخرى مفيدة للقارئ مع العلم أن الاشتراك مجاني
كتب مشابهه
كتب من نفس القسم
جميع حقوق الطبع أو التأليف لأصحابها ويتم نشر كل ما هو متاح على الانترنت .... وإذا وجدت أي كتاب ينتهك حقوق الملكية برجى التواصل معنا على البريد الالكتروني info@novbook.net