أنا الذي قتلت نفسي تلك الليلة؛ قتلتها خنقًا بعد أن أبت أن تقتنع بفكرة أنك تركتنا ورميت بنا بعيدًا عنك بكل ما درستي من عبثية؛ قتلتها ثم دفنتها في مقبرة الواقع تلك حيث يرقد كل الوحوش والمسوخ ثم حرجت تاركًا أيها تتخبط وهم متحلقون حولها في ترحابهم القذر؛ وددت لو أني زججت بها في كيس ورميتها في البحر لكني لم ارد ان تلوثه لاحزانها وهمومها؛ لطالما كان صديقي الأقرب؛ اقفلت القضية قبل أن تمر إلى محكمة الحياة الظالمة تلك وصارت نفسي نسيا منسيا؛ أما أنا فمجرم طليق الأن بدون روح وقاتل نفس بغير ذنب وأنتم اعلم بخطورتي مني.....