روايات عربية
مالك الحزين
0.00
0
ما يجعل إبراهيم أصلان متميزًا أنه خلق لنفسه أسلوبه الخاص، بالرغم من أن الكلام يحتوي على الكثير من المفردات الركيكة، لكن الأسلوب لا يقاس بالكلمة، فقد تكون الكلمة ركيكة لو أتت بمفردها، لكن تركيب الجملة عند أصلان وروعتها يجعلك ترى الكملة في أبهى ثيابها، بحيث ترى أن الكلمة الفصيحة لو أتت موضع هذه الكلمة لن تقوم بنفس دورها، ولن تكون بنفس روعتها.. وهنا تكمن عبقرية أصلان وجمال أسلوبه.
هذه الرواية الصغيرة نسبيًا احتوت على كم كبير من الشخصيات التي تتشابك لتصنع هذه الرائعة الأدبية، فكل شخصية كان لها عالمها الخاص الذي تستطيع أن تعرفه عندما يتسلّم أحدهم دوره في السرد، لكلٍ منهم طريقته الخاصة في التفكير، لكلٍ منهم معاناته الخاصة، لتتشابك هذه الشخصيات كلّها ليكتمل عالم أصلان الساحر بالرغم من صِغره.
وعندما تجذبها تتدلى فى طرف الخيط من فمها الدقيق وهى ما زالت توالى رعشتها التى تحسها فى مقبض البوصة وتسمعها كانها طنين خفيف مبلل بالماء ثم يسكن جسدها الفضى الرقيق الممشوق وتضوى فى الشمس خفيفة لا وزن لها فى راحة اليد المفتوحة يختلج ذيلها الخفيف المخضب بلون الدم. يوسف النجار فكر أن سمكة الراى بنت مثل كل البنات وترك الزجاجة الفارغة تتدحرج تتدحرج الى الماء وتمنى ان يكتب كل شئ، نعم لماذا لا تكتب وتقول؟ لأنك لم تعد انت ؟ ولأن النهر لم يعد هو النهر؟ وشعر بالحزن وهو يقول نعم لانك لم تعد انت، وليس نهرك ما ترى، ذلك المطروح مثل ماء الغسيل، تعاف الآن أن تروى القلب وتبل منه الريق. يرضيك ما فى فمك من ملح الدموع ،وطعم الخمر، والعطش.
يجب تسجيل الدخول او الاشتراك
للتمكّن من تحميل الكتاب بالإضافة إلى ميزات أخرى مفيدة للقارئ (الاشتراك مجاني)