الكتب:
42.934 K
الروايات:
14.253 K التصنيفات:
52 المؤلفون:
17.588 K المشتركين:
100.388 K التحميلات:
1.537 M المشاهدات:
63.495 M زوار اليوم:
15.525 K الزوار:
6.889 M التصفح:
17.583 M
أن نعلي الثقافة على السياسة - أن نكون بشراً أولاً ومواطنين ثانياً - يعني أن على السياسة أن تتحرك ضمن بعد أخلاقي عميق .
والثقافة أو الدولة ، هما ضرب من اليوطوبيا المبتسرة - او الخديج - التي تلغي الصراع على مستوى الخيال ، كي لا تكون بحاجة لأن تحله على مستوى السياسة.
وماتفعله الثقافة إذاً هو أنها تقطر إنسانيتنا المشتركة من ذواتنا السياسية المنضوية في نِحَلٍ وشيع ، حيث تسترد الروح من الحواس
وتنتزع الثابت من الزائل ، وتقطف الوحدة من التعدد.
فهي تشير إلى ضرب من الانقسام على الذات كما تشير إلى ضرب من شفاء الذات الذي لا يلغي ذواتنا الدنيوية النكدة ، وإنما يصقلها بنوع من الإنسانية المثالية. وبذا يصان ويقرض في آن معاً ذلك الشق بين الدولة والمجتمع المدني . تلك بعض أفكار تيري إيجلتون في هذا الكتاب الذي يضيء -بعلميته وشجاعته وحواريته وخصوبته - أزمة الثقافة وحروبها و(طبعاتها) المختلفة ، ومابينها والطبيعة ،
نشداناً لثقافة مشتركة .