يجسد التعذيب أسوأ ما يمكن أن تنحدر إليه ممارسات بعض البشر ضد بشر آخرين، ولا تقتصر أضراره على الألم الرهيب الذي يتركه لضحيته، إنما تمتد لما يبثه فيها وفي المجتمع المحيط بها من حالة نصفها بلغة الطب النفسي بأنها اليأس المكتسب، وفقدان الثقة في الجيرة والمعارف والأصدقاء، بل وأحياناً في الأسرة ذاتها التي عجزت عن توفير الحماية والأمان.
لعل القارئ يجد في هذا الكتاب ذاكرة القهر دراسة حول منظومة التعذيب ما يشبع نهمه وفضوله تجاه ظاهرة التعذيب، تلك الظاهرة التى تضعها المؤلفة بسمة عبد العزيز تحت المجهر بتفاصيلها المتشعبة وجوانبها الخافية، وانعكاستها النفسية على الأطراف كلها.