كتاب ابن خلدون الإنسان ومنظّر الحضارة تأليف عبد السلام شدادي، ترجمة د. حنان قصاب حسن.. يعتبر ابن خلدون من أبرز علماء الاجتماع على مستوى التاريخ، واحتلت شخصيته موقعًا بارزًا في الثقافة العربية والإسلامية، وكذلك في الثقافة الغربية، حيث تفوق على علماء الاجتماع الغربيين، وسبقهم في أطروحاته وأفكاره التي قدمها، ومن هنا كان محل اهتمام المفكرين والباحثين على مدار التاريخ، حيث عمد كل واحد إلى تقديم مقاربة أو قراءة لأفكار ابن خلدون وربطها بالواقع والتاريخ.
والكتاب الذي بين يدينا يعيد توضيع أفكار ابن خلدون ضمن السياق التاريخي والثقافي المغربي أولًا ثم المصري ثانيًا ثم الإسلامي والعربي بشكل عام، ويقدم لنا قراءة ملهمة لأطروحات ابن خلدون ويعيد تحليل نظرية الحضارة التي اشتهر بها وتفوق على الفلاسفة الغربيين، حيث كانت هي أول محاولة لتقديم مقاربة علمية للمجتمع البشري. يعلق عليها المؤلف انطلاقا من تمفصلاتها ومن الأصداء التي تركتها في معاصريه.
كما يأخذنا المؤلف لنرى شخصية ابن خلدون ومجهوداته عن قرب، وسنرى أنه رجل استثنائي بمعنى الكلمة، وأن مجهوداته تستحق كل ما أثير حولها وما أخذته من اهتمام على مدار سنوات طويلة، ويعيد المؤلف طرح سؤال هام حول سياق الثقافة والمجتمعات الإسلامية ضمن التاريخ الكوني العام.
في الجزء الأول من الكتاب يحدثنا المؤلف عن شخصية ابن خلدون وحياته وعصره وبيئته ودخوله في معترك السياسة وحياته في المغرب والأندلس والمرحلة المصرية وبداية طلب العلم واللقاء مع بعض الشخصيات البارزة. الجزء الثاني عن حضارة ثنائية القطب وفيه يرصد لنا العلم الجديد الذي قدمه ابن خلدون والمفاهيم الأساسية مثل المجتمع والسلطة والحضارة، والنظريات الأساسية وإسهامات ابن خلدون في علم الأنتروبولوجيا.