كتب متنوعة
مسعى البشرية الأزلى - الله لماذا
0.00
0
نفرط في أيامنا هذه في الحديث عن الله بيد أن معظم ما نقوله يتسم بالسطحية و التبسيط نعتقد في مجتمعنا الديمقراطي أن مفهوم الرب يجب أن يكون سهلا و أن يكون الدين متاحا للجميع . كثيرا ما يقول لي القراء على سبيل العتاب إن كتابي هذا أو ذاك صعبا و أريد أن أجيب (إنه عن الله) لكن الكثيرون يجدون اجابتي محيرة . فمن المؤكد أن الجميع يعلمون من هو الله الكائن الاعظم الذي خلق العالم و كل شيء فيه. تظهر عليهم الحيرة حين نبين انه من غير الدقة أن نسمي ( الله ) الكائن الاعظم لان الله ليس كائنا على الاطلاق و أننا لا نعرف ما نعنيه حينما نقول انه ( خير ) ، (حكيم ) ، أو (ذكي ).
يعلم المؤمنون نظريا أن الله كلي التسامي لكنهم رغم ذلك يبدون و انهم يفترضون بديهيا انهم يعرفون من ( هو ) و ما ( يفكر فيه ) و ما يحبه و يتوقعه.
نميل الى تدجين ( اخرية ) الله . نسأل الله دائما ان يبارك امتنا و يحمي ملكتنا و يشفي امراضنا و يمنحنا طقسا جميلا يوم رحلتنا . نذكر الله بأنه خلق العالم و بأننا خطاءون تعساء و كأنما قد نسي هو ذلك . يستشهد السياسيون بالله لتبرير سياسياتهم و يتسخدم المدرسون اسمه للحفاظ على النظام بالفصول و الارهابيون لارتكاب بشاعاتهم باسمه . نتوسل الى الله ان يدعم جانبنا في الانتخابات او الحزب حتى على الرغم من انه من المفترض ان اعدائنا هو ايضا اطفال الله و موضوع حبه و رعايته.
و على الرغم من اننا نعيش في عالم قد تغير تماما و نتبنى نظرة الى العالم مختلفة كليا فثمة نزوع للافتراض ان اسلوب البشر للتفكير في الله ظل على الدوام كما هو اليوم دون أي تغيير . لكن و على الرغم من ذكائنا التكنولوجي و العلمي المذهل نجد احيانا ان تفكيرنا الديني متخلف بدرجة لافتة بل انه حتى بدائي.
يجب تسجيل الدخول او الاشتراك
للتمكّن من تحميل الكتاب بالإضافة إلى ميزات أخرى مفيدة للقارئ (الاشتراك مجاني)