هل كان ما اقدم عليه قادة اليمين الفلسطيني خلال السنوات الأخيرة مجرد انحراف طارئ سواء قبل أن هذا الانحراف كانت له أسبابه ودوافعه المباشرة أم لا ؟ الحقيقة التي تؤكدها الدراسة الموضوعية لدور اليمين الفلسطيني متمثلا بياسر عرفات والمجموعة القيادية المرتبطة به ، منذ بدء النشاط السياسي لهم في اوائل الخمسينات ، وللشعارات التي طرحها هذا اليمين في كل مرحلة من المراحل هي أن اليمين قد سار وفق معادلات مدروسة ، ورمي الى تحقيق غايات محددة ، جاءت مواقفه الأخيرة منسجمة ومتساوقة معها ، بحيث لا نستطيع أن نصف هذه المواقف بأنها تشكل مجرد انحراف ، وأن ننفي عنها صفة الفعل الذي يجيء عن سابق عمد وتصميم ، أو الذي ينسجم مع طبيعة مرتكبية الأساسية ، ولا يختلف بحال من الأحوال معها . . . كيف يمكننا التدليل على هذه الحقيقة ؟ للإجابة على هذا السؤال ، لا بد لنا من العودة الى الماضي ، وتتبع خيوطه ، وتحليل عناصر الموقف فيه في ضوء تطورات مواقف اليمين ، ونماذج سلوكه في كل مرحلة من المراحل .