صدق رب العزة عندما قال أن الرسول هو الأسوة الحسنة ، خطته في معالجة مشكلة البطالة الحكمة والموعظة الحسنة، فحديث الرجل الأنصاري الذي سأل رسول الله أن يعطيه من الصدقات يحوي مرتكزات المعالجة التي تتلخص في التمويل، والمساعدة على اختيار العمل وسائل الإنتاج، والتدريب، والتوعية والإرشاد لبيان الضرر الاجتماعي والاقتصادي من وجود عاطلين عن العمل. وبما أن الحكمة ضالة المؤمن أينما وجدها فهو أحق (سنن ابن ماجه:٤١٥٠ ،(فإن الاستفادة من علوم وتجارب الآخرين وأخذ ما ينسجم مع الشرع واستثناء ما خالف منها أمر محمود مع التنبه إلى أنه ليس كل عرف مقبول شرعا، فالعرف قد يضم مفاسد ومصالح ولا يعتد بالعرف إذا خالف مقاصد الشرع، فالمصلحة في عرف الشارع هي المحافظة على مقاصد الشارع ولو خالفت مقاصد الناس، والشارع (كما قال الشاطبي رحمه الله) قصد حفظ مصالح العباد عاجلا وآجلا.