إن العالم الإسلامي يحيا واقعًا مرًا ، ويعايش أوضاعًا صعبة تتقاسم أطرافها أزمة حضارية عميقة الجذور ، معقدة التكوين ، وشديدة التأثير على كافة ميادين الحياة السياسية ، والاقتصادية والاجتماعية . . . إلخ ، وهو الأمر الذي استرعي اهتمام الكثير من الدعان ، والمفكرين والباحثين ، وأرق العديد من المهتمين بقضايا الأمة الإسلامية ، فدفعهم إلى السعي الحثيث من أجل سبر أغوار هذه الأزمة ، وتخليص أمتهم من قيودها التي أعاقت تطورها ، وشلت قدرًا ، وإمكانا ومن أبرز المفكرين الذين جاد م العالم الإسلامي ، و كانوا بحق - من خيرة المدافعين عنه ، والمستميتين في سبيل تخليصه من الأزمة الحضارية التي تعتريه : الشيخ محمد الغزالي - رحمه الله - فإنه اتبني أزمة أمته بحزم ، وتولى مسؤولية إخراجها من براثن التخلف بعزم، وجرأة ، وإخلاص قلما اجتمعت في غيره ، ومضى يبصر المسلمين بواقعهم المر ، و يميط اللثام عن الأسباب الحقيقية التي كانت وراء حبك هذا التخلف الكبير الذي يحيون في ظله ، و يعانون من ويلاته .