هذا كتاب ضخم جمع فأوعى، لامثيل له فما كتب عن الصناعة المصرية إلى اليوم ولا غناء عنه بعد اليوم لحاكم أو محكوم من همه استطلاع ما الشيء منها في البلد على صورته الصحيحة ، وما يقبل التحسين و الكامل من تلك المنشآت، وما يحلق بذوى الروية والابتكار والأقدام أن يفكروا في استحداثه وكان من دواعي السرور لا أن صديقنا المفضال الدكتور حسين على الرفاعي قد رغب الينا في تقديم كتابه ، على ما دون الإجابة الى هذا الطلب من عناء شديد ، و ناهيك مؤلف يناهز سبعمائة من الصفحات هي ثمرات تنقيب و تدقيق ومقارنة و نقل و ترجمة و تحرير ، عن فطنة و علم و صدق اتجاه ، في مدى سبع من السنين على أننا قد استعنا الله و حمدنا في النهاية لصديقنا ما أتاح لنا الوقوف عليه من الجلال و الدقائق في الأعمال الصناعية القائمة مصر ومن شتى الأحوال التي تصلها ، وخير ما آثرناه من الطريقة للاضطلاع بما ندبنا إليه هو أن ندارجة في فصول مؤلفة مدارجة تمكننا من اظهار القراء على الاب ما تتضمنه من المباحث الممتعة القيمة مثل ما بكشف الحجاب كشفاً عاجلا عن مطالع الأنوار ومات الكنوز العوالي.