تحدث هذا العمل الأكاديمي الشامل، الذي ألفه أحد أبرز المنظرين السياسيين في الفترة الراهنة،في موضوع الديمقراطية ابتداء من نشوء الفكرة التي يقوم المبدأ عليها بالأساس وانتهاء بالاتجاهات التي ينبغي للديمقراطية المتطورة وجود في المستقبل، ويفرد العمل بالإضافة إلى ذلك جزءاً وافراً من حيزه لمناقشة الأسباب الجوهرية التي تجعل من الديمقراطية الحالة ضرورية حسب، بل الحالة الأفضل دائماً.
أما ما يطرحه الأستاذ دال من وضوح الحجة وشموليتها يجعل من هذا العمل مرجعاً أساسياً، ومعيناً لا يستغني عنه، لكافة رجال السياسة والقانون والأكاديميين المختصين بالدراسات السياسية والقضائية والذي سيجدون في سياقاته النظرية وطروحاته العقلانية مناظرات بارعة تعكس أفكاراً سديدة، حكيمة وناضجة، حول صناعة السياسية، كما سيجدون فيه أطروحة بارعة لفكر مبدع، خلاق يحسن التمييز بين الحق والباطل وذلك من خلال دفاع رائع عن الديمقراطية ضد طروحات نقادها بمن فيهم أولئك الذين يصرون على أن النظام الأفضل هو ذلك الذي يتبوء الحكماء عن طريقه موقع القيادة ليضطلعوا بمهمة الوصاية على مجتمعاتهم.