في هذه الأيام قد أصبح معتادًا ومكررًا القول إننا نعيش في عالم ما بعد الحداثة، وقد أضحى تعبير مابعد الحداثة كثير الإستعمال أو سيء الإستعمال في لغتنا الجارية، ومن منا لم يسمع هذه العبارة مطبقة على بعض الأحداث التي تقع في الحياة اليومية؟ وتأتي الإجابة بلا أدنى شك بنظرة أو ابتسامة أو ضحكة ذات مغزى، ومع ذلك فمن اللافت للنظر أن قلة من البشر في وسعها أن تحدد بدقة ماذا يعني مصطلح مابعد الحداثة أو على ماذا ينطوي.
وقد ارتأى بعض المنظرين أنه بمثابة اتجاه أو مزاج أو موقف عقلي مثل أي شيء آخر، لكن المرء يريد مع ذلك معرفة ما الذي يشكل هذا المزاج أو الموقف، وذلك ما يُرمى هذا الدليل إلى الإجابة عنه.