في هذا الكتاب يمتحن هوركهايمر أطروحاته النظرية حول العلاقة بين الايديولوجيا والمعرفة، الايديولوجيا والبوتوبيا، وحول الدور الوظيفي للايديولوجيا واليوتوبيا في الصراع الاجتماعي.. و من خلال قراءة مدققة للأفكار الأساسية المضمرة والصريحة، التي تضمنتها مؤلفات كبار المفكرين الاوروبيين: مكيافلي، هوبز، كاميانيلا، مور، فيكر وهيجل.
ربما كان بدايات فلسفة التاريخ البرجوازية هو أول نص يتيح للقراء العرب التعرف على ماكس هوركهايمر الذي عرف كواحد من ألمع المفكرين الأوروبين في القرن العشرين وكمؤسس ل الفلسفة النقدية مع تيودور أدورنو وكمشرف على معهد العلوم الاجتماعية في فرنكفورت الذي مارس مفكروه تأثيرا كبيرا في تطور علوم الإنسان وفي وفدة سوسيولوجيا المعرفة كعلم مستقل بمنهاجه وموضوعاته.
غير أن معالجة هوركهايمرلموضوعات فلسفة التاريخ البورجوازية أبعد من أن تكون مجرد معالجة لتاريخ الأفكار والايديولوجيات السياسية، طالما أنها تتخذ من ذلك حجة ووسيلة لتطرح المشكلات الراهنة التي تواجه الانسان والعلم، خارج أطر الابتذال الايديولوجي الذي يستشري ويعم الجميع.