يعتبر كتاب إصلاح المال لابن ابي الدنيا (ت 281 هـ) من أبرز مصادر الفكر الاقتصادي الاسلامي، إذ يعطي صورة مشرفة عن تاريخ الاقتصاد الاسلامي.
ويظهر نوعاً من الدقة والعدالة التي جاء بهما ديننا الحنيف، في سائر القضايا، ذلك أنه يمثل جانبا مهما من جوانب النظرية الاقتصادية الإسلامية.
وعلى الرغم من إن هذا الموضوع قد طرق قبل ابن أبي الدنيا وبعده إلا أن ميزة هذا الكتاب عن غيره تظهر جلية واضحة بعد معرفة المكانة العلمية الكبيرة التي وصل إليها مؤلفه، والزمن الذي صنف فيه، والمواضيع التي بحثها برؤية وتأني واعتدال.
فمؤلفه الإمام ابن أبي الدنيا من العلماء الذين عاشوا في القرن الثالث الهجري، وجعل من نفسه معلماً ومربيا لعامة أبناء المجتمع وخاصتهم، بعد أن درس على يد كثير من الفقهاء والقراء والنحويين والمحدثين وغيرهم من العلماء الأعلام.
وتتلمذ على يديه الكثير من طلاب العلم، وقام بخدمة أمته ودينه على مر العصور بتصنيفه المصنفات الكثيرة التي زادت على المائتي مصنف في اختصاصات متعددة.