كتابنا التَّهذيب والتوضيح في شرح قواعد التَّرجيح هو كتاب القواعد التي تتمكن بعد تعلمها من الترجيح بين النصوص التي هي في ضاهرها متعارضة، وإذا ما تعلَّمت هذا العلم يضهر لك بعدها زيف المستشرقين بدعواهم الباطلة أن الكتاب والسنَّة متعارضان في بعض المسائل، بل يظهر لك بعد تعلمِ هذَا العلم أنَّه لا اختلاف بين المذاهب، ولكن بينهم راجح ومرجوح، فأمَّا الرَّجح فيعملُ به وأمَّا المرجوح فيترك ولا يعملُ بهِ ولو كان رأي إمامٍ من أكبر الأمَّةِ، ولا يضهرُ لك هذا إلَّا بعد تعلم هذا العلم الشيِّقِ اللذيذِ،
ومن هذا المنطلقِ قرَّرتُ أن أجعلَ مختصرًا مفيدا في هذا العلم، وكان أخي الشيخ خالد بن محمود الجهني حفظه الله تعالى قد كتب في رسالته للمجستير رسالة في هذَا العلم، فاستشرتهُ في تهذيبهَا والزِّيادة فيهَا ما يظهر لي من الأمور الواضحة الجليَّة فرحَّب بذلكَ، فقسَّمت الكتاب إلى فصول كل فصل يحكي أقساماً من قواعدِ التَّرجيح تعود على أنواع من النصوص وغيرها، فجعلت قواعدًا في التَّجيح تعود إل السندِ وقواعد تعود إلى الرَّاوي وقواعد نعود إلى المتن، وبيَّنة المصطلحات الغريبة على العامة، كالعام والخاص والمطلق والمقيد والفرق بين النَّص والظَّاهر والمؤوَّلِ وما إلى ذلكَ ممَّا يستشكل على العامي فهمهُ فكان كتابا بسيطًا جليلا غزير النفع وسهل الفهم وأسأل الله ان يتقبَّلهُ مني وأن يجعله خالصًا لوجهه الكريم إنَّه ولي ذلكَ وهو على كل شيء قدير وصلَّى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم والحمد لله ربِّ العالمين. ( هذه النسخة مصححة ومنقحَّة ومدققة وهي الإصدار الجديد لهذا الكتاب).