يحكي لنا عبدالله أنس، الباحث الجزائري، في هذا الكتاب عن تجربته التي عاشها في أفغانستان خلال الاجتياح الروسي الأحمر لهذا البلد، ويسلط عبدالله أنس الضوء على المجاهدين العرب في أفغانستان ودورهم وفي الساحة الجهادية، كما يروي لنا علاقاته مع المجاهدين وأمراء الحرب، والقادة خلال هذه الفترة، مثل القائد الميداني أحمد شاه مسعود.
وجدير بالذكر أن المؤلف عبدالله أنس هو صهر رائد الجهاد الأفغاني، عبدالله عزام.
وهذا ما يميز الكتاب، حيث أن الكاتب عاش هذه الأحداث بنفسه، وربطته علاقات مع هؤلاء القادة، ويروي لنا ما رآه وعايشه.
يتميز الكتاب أيضًا بالأسلوب السردي الشيق لهذه الأحداث، والدور الذي لعبه كل قائد في ساحة الجهاد، ويركز عبدالله أنس على التوتر الذي حدث بين قيادة الأحزاب الإسلامية الأفغانية أثناء الجهاد ضد الروس، والكتاب يحوي تفاصيل مهمة حول هذا الأمر لفهم أسباب نشوب القتال بين هذه الأحزاب بعد انسحاب السوفييت، ويوضح الكاتب الدور الذي لعبه عبدالله عزام في محاولة التأليف بين القادة، في ظل هذه الأحداث.
كما يحلل عبدالله أنس الدور الإقليمي الذي تلعبه باكستان في السياسة الأفغانية وكيف تستطيع التأثير على البنية الداخلية السياسية لأفغانستان.
كما أن الكتاب في نهايته يحوي ملحقًا به بعض الرسائل منها رسالة مهمة من عبدالله عزام إلى أحمد شاه مسعود.