إن الله سبحانه و تعالى بعث نبيه محمد صلى الله عليه و سلم على حين فترة من الرسل اندست فيها معالم التوحيد واختفت آثاره إلا في قلة من الحنفاء واستشرى الشرك وعم بلاوه نطاق المجتمعات البشرية عربية كانت أو أعجمية حيث اتخذ الناس من دون الله آلهة من طواغيت البشر والشجر والحجر يستغيثون بها عند الشدائد ويستعينون بها في تذليل الأزمات وتسهيل العقبات ويخضعون لتشريعات الطواغيت من البشر فيحلون ما أحلوه لهم ويحرمون ما حرموه عليهم .
وقد أراد الله للمجتمع العربي أن يتولى قيادة البشرية ويتولى ريادتها وهداينها إلى التوحيد الخالص فاختار منهم رسوله محمدا و ليكون اللعالمين بشيراً ونذير فصدع فيهم بدعوة الله المباركة ودعاهم إلى إفراد الله بالعبادة ونبذ ما كانوا فيه من الشرك والوثنية وبهذه الدعوة المباركة تبدل الوضع في الجزيرة العربية ونشا فيها جيل يستقي من كتاب الله وسنة رسوله محمد ة ويكيف حياته وفق الشريعة الإسلامية ويعمل ليل نهار لتخليص البشرية كافة من العبودية لغير الله إلى العبودية لله سبحانه وتعالى.