إن الحديث عن الانحرافات السلوكية يجرنا تلقائياً لتناول البحث حول السلوك السوي، إذا لا يمكننا بحال أن نفصل العلاقة بينهما، أو أن نطمس نور الحقيقة الذي يتضح بالمقارنة بين ما هو سوي وما هو شاذ، فالعلاقة بينهما كالعلاقة بين النور والظلام، وبين السلب والإيجاب، فالحديث عن الضد والنقيض كشف لأغوار الطرف الآخر من السطح حتى العمق .
وهذه الدراسة مساهمة في توضيح بعض المشاكل الحياتية التي تواجه الشخصية، ووضع بعض الأفكار والمعالجات الحية المستنبطة من وحي الذكر الكريم باعتباره المصدر الأول للثقافة الحية النورانية، كما أسهبت في الحديث حول الدوافع المنشطة لممارسة السلوك الأنحرافي في مجالات النفس والأخلاق والاجتماع والتطرق لأساليب اعتدال الشخصية وقوامها في الحياة المعاصرة .