تاريخ الطب: من فن المداواة إلى علم التشخيص ..
رحلة طويلة جداً وظّف فيها الكاتب مجهوداً كبيراً لحصر تاريخ الطب منذ القِدم، منذ ما وقعت عليه أيدينا من أحافير ومخطوطات تحكي الطب في نشأته .
الكتاب مقسّم على فترات معيّنة، بحسب التقسيم المتداول تقريباً في كل كُتب التاريخ :
فترة السومريين و البابليين ، فترة الفراعنة ، الرومان و الإغريق ، العصور الوسطى ، النهضة ، التنوير ، مروراً بوصولنا للعصر الحديث حتى العقد الأخير من القرن العشرين .
الفترة القديمة من التاريخ يتميّز الطب فيها بالبدآئية وبقلّة الانجازات والفعاليّة، وكلما تقدمنا واقتربنا وخصوصاً في القرن العشرين : انجازات كثيفة في مجالات كثيرة وفي فترات متقاربة جداً .
أيضاَ كل فترة تتميّز بوجود رواد فيها من أبقراط و جالينوس و الرازي وابن سينا و كلود برنارد و باستور و فيرتشو وغيرهم الكثير جداً
إلاّ أنَّ الواضح هو وجود انقطاع في فترة العصور الوسطى ، كما ذكر الكاتب الدكتور ذلك وبكل أسى، وحقيقةً أتسآءل ماذا سيكون حال الطب لولا فترة انقاطعه و توقفه وخضوعه للخرافة و الأفكار الغريبة في تلك الفترة؟!
بالرغم من التقدّم الهآئل و غير المُدرَك حتى -أحياناً- ممن هم في الحقل الطبي إلاّ أنَّ الحال كان سيكون أفضل بمراحل وكانت ستكون فيه قفزات أكبر لوا فترة التوقف تلك .
الغريب أنَّ الطب كغيره من فروع المعرفة كان تطوّره خاضعاً لوجود بعض العقآئد و المُلسمات سوآءاً كانت دينية أو مجتمعية التي آخرّت تقدمه، حيث وجد العديد من الأطبآء أصحاب المكان والانجازات ولكن كان الجانب المظلم فيهم هو تمسكهم ببعض المسلمات (الطبيّة) حتى، والتي كانت فاسدة ولا تنتمي للعلم في شئ، فقط خوفاً على مكانتهم وغيرها من الضغوط وتمسكهم بآرآء أوآئل الأطبآء .
الكتاب ملئ بالعديد من الفوآئد التي يستفيد منها من هم في الحقل الطبي، والتي أعتقد أنَّ كتاباً كهذا مهم لمن أرادوا الانضمام لهذا الحقل، فكما الانسان يقرأ مثلاً في تاريخ العالم أو في تاريخ الفلسفة لكي يواكب ويرى تاريخ مجاله ويستطيع استيعاب الحديث كذلك في الطب لااختلاف فهو موصولٌ بفتراته غير منقطع، و أستغرب على المنضمين لكليات الطب والمؤسسين لمناهجنا في عالمنا العربي كيف يغفلون مادة كهذه أو يعطونها نصيباً تافهاً جداً من الاهتمام ..
الكتاب مهم جداً ومفيد لكل من هو في الحقل الطبي، وموّسع للأفاق لمن لديهم رغبة في أن يهبوا عمرهم في خدمة البشرية .