نحاول في هذا الكتاب التطرق لمرض كثير التداول على ألسنة الناس، رغم أنهم غالبا ما يجهلونه، بل ولعله من أكثر الأمراض إهمالا. علما أن نسبة انتشاره العالية قد وصلت إلى مستوى إصابة شخص من بين عشرة أشخاص.

إننا نتكلم عن الشقيقة؛ هذا المرض الذي عادة ما يستخف به الأطباء والعامة على حد سواء، بينما يعاني المصابون به الويلات.

يحاول هذا الكتاب إيجاد الحلقة المفقودة بين الطبيب والمريض، أي إيضاح البعد الاجتماعي والإنساني لهذا المرض وانعكاس ذلك على حياة المريض الشخصية والأسرية والاجتماعية والمهنية.

إذا كان دور الطبيب محددا في تشخيص المرض وعلاجه، فإن المريض يحتاج من يتفهم معاناته، ومن يقدم له الدعم المعنوي من جهة، ومن جهة أخرى تقديم المعلومة التي تساعده على فهم مرضه والسبل التي يجب أن يتبعها لمواجهة مظاهره، ومن ثم العلاجات المتوفرة وخاصة مشاكل الأدوية وآثارها الجانبية.

في المجتمعات الغربية هنالك العديد من المؤسسات والجمعيات التي تقوم بملء هذه الفجوة، أما في بلداننا العربية فإن الجهد كله ينصب على كاهل المريض مما يضيف إلى همومه هما إضافيا. من هنا يأتي كتابنا هذا كمساهمة تحاول مع الجهود الأخرى ردم هذه الهوة.