إن سكان العالم الإسلامي يمتلكون ميزات الأمة الواحدة، وتجمعهم جميعًا السمات والقسمات التي تؤلف بينهم حضاريًّا بالحضارة الإسلامية الواحدة، ذات الحضارة الواحدة هذه العقيدة الدينية، وفي القلب والعقل من كل فرد من أفراد هذه الأمة الواحدة، التي تجمع الكل على إله واحد، ونبي واحد، وكتاب واحد وقبلة واحدة .. هي ذات العقيدة التي سبق وجعلت من قبائل الجاهلية الجاهلة المتناحرة خير أمة أخرجت للناس، وصنعت من البداوة أعظم المنارات الحضارية التي عرفها تاريخ الإنسان . فأين الخلل إذن؟ ..ولماذا هذه الغفلة التي تحول بين العقيدة وبين التجدد الحضاري مرة أخرى ؟!.. وكيف ولماذا ومتى دخلت هذه الأمة دور التوقف فالتراجع فالجمود ؟.. وكيف السبيل إلى يقظة إسلامية تبعث حضارتنا الإسلامية من جديد، هذا البعث الذي يجعل هذه الأمة الواحدة تتقدم إلى الإنسانية، مرة أخرى بالإسلام - رسالتها الخالدة - لتسهم من جديد في إخراج الإنسانية من المأزق الحضاري الذي يمسك منها بالخناق؟!